
الالخدمات اللوجستية الدوليةتعتمد حركة الملاحة الدولية بشكل كبير على ممرين مائيين حيويين: قناة السويس، التي تأثرت بالصراعات، وقناة بنما، التي تشهد حالياً انخفاض مستويات المياه بسبب الظروف المناخية، مما يؤثر بشكل كبير على عمليات الشحن الدولي.
وبحسب التوقعات الحالية، ورغم أنه من المتوقع أن تشهد قناة بنما بعض الأمطار في الأسابيع المقبلة، فإن هطول الأمطار بشكل مستمر قد لا يحدث حتى الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران، مما قد يؤدي إلى تأخير عملية التعافي.
يشير تقرير صادر عن جيبسون إلى أن السبب الرئيسي لانخفاض منسوب المياه في قناة بنما هو الجفاف الناتج عن ظاهرة النينيو، التي بدأت في الربع الثالث من العام الماضي، ومن المتوقع أن تستمر حتى الربع الثاني من هذا العام. وكان عام 2016 هو أدنى مستوى قياسي في السنوات الأخيرة، حيث انخفض منسوب المياه إلى 78.3 قدمًا، نتيجةً لظاهرة النينيو المتتالية النادرة للغاية.
تجدر الإشارة إلى أن الانخفاضات الأربع السابقة في منسوب مياه بحيرة جاتون تزامنت مع ظاهرة النينيو. لذا، هناك ما يدعو للاعتقاد بأن موسم الرياح الموسمية وحده كفيل بتخفيف الضغط على منسوب المياه. بعد انحسار ظاهرة النينيو، من المتوقع حدوث ظاهرة النينيا، ومن المرجح أن تخرج المنطقة من دورة الجفاف بحلول منتصف عام ٢٠٢٤.
تُعدّ تداعيات هذه التطورات بالغة الأهمية على قطاع الشحن الدولي. فقد أدى انخفاض منسوب المياه في قناة بنما إلى اضطراب جداول الشحن، مما أدى إلى تأخيرات وزيادة التكاليف. واضطرت السفن إلى تقليل حمولاتها، مما أثر على كفاءة النقل، وربما رفع الأسعار على المستهلكين.
في ظل هذه الظروف، من الضروري لشركات الشحن والجهات المعنية بالتجارة الدولية تكييف استراتيجياتها واستباق التحديات المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي اتخاذ تدابير استباقية للتخفيف من تأثير انخفاض منسوب المياه في قناة بنما على الشحن الدولي.
مع بذل الجهود لمعالجة عواقب الجفاف، سيكون التعاون بين الشحن الدولي والسلطات البيئية وأصحاب المصلحة المعنيين ضروريًا للتنقل عبر هذه الفترة الصعبة بالنسبة لـالخدمات اللوجستية الدولية.
وقت النشر: ٧ مارس ٢٠٢٤